عقيدة الفداء
لفهم عقيدة الفداء لابد من فهم القصة كاملة:
اولا : خلقة الانسان
*خلق اللة الانسان بعد أن أعد لة كل شئ ولم يجعلة
معوزا لشئ من أعمال كرامتة هذا وقد كان الانسان متميزا - دون سائر المخلوقات
الأخرى – فى طريقة خلقتة ، ومتميزا أيضا فى طبيعة خلقتة.
- متميزا فى طريق خلقتة: فهو الكائن الوحيد الذى ذكر عنة عند خلقتة أن اللة نفخ
فى انفة نسمة حياة : (وجبل الرب الالة آدم ترابا من الأرض ونفخ فى انفة نسمة حياة
. فصار ادم نفسا حية ) (تكوين 2:7 )
- متميزا فى طبيعة خلقه: فهو
الكائن الوحيد الذى خلق على صورة اللة ومثالة ( وقال اللة نعمل الانسان على صورتنا وكشبهنا )
(تكوين 1:26 )
ثانيا : سقوط الانسان
* اعلن اللة محبتة للانسان اذ أوجدة من العدم ووضعة فى
جنة عدن ليحفظها ويتمتع بخيراتها ،ولكن الانسان تعدى وصية اللة واستهان بها وانجذب
لاغراءات الشيطان ، ونظرت حواء للشجرة المنهى عنها فوجدت أن الثمرة جيدة للأكل
وبهجة للعيون فأخذت وأكلت ،واعطت زوجها آدم فأكل هو ايضا . ( تكوين 3 :1-7 )
ثالثا : نتائج خطية آدم وحواء
* لقد كانت لخطية آدم وحواء نتائج سيئة على
الانسانية كلها ،واليك أهمها :
1- فقد الانسان الصورة الالهية المقدسة التى خلق عليها : ودخلت الشهوة الى الطبيعة البشرية ، ودخلت
معها العبودية للخطية ، وبذلك فسدت طبيعة الانسان وعرفت الخطية والشهوة والتعدى
والعصيان .
2- تمردت الطبيعة على الانسان: الذى كان سيدا عليها من قبل ، وصارت الأرض
تنبت لة شوكا وحسكا . ( تكوين 3: 15- 19 )
رابعا : لا طريق لنجاة الانسان الا الفداء
* والآن بعد سقوط الانسان أمامنا عدة احتمالات :
1- اما ان يترك اللة الانسان ليموت ويفنى الى
الأبد: وفى هذا انتقاص لمحبة اللة ورحمتة ، كما أن هذا انتصار لمملكة الشيطان
على اللة وعلى مقاصدة فى خلقة الانسان ... اذن لا يمكن أن يفعل اللة ذلك .
2- اما ان يسامح اللة الانسان ويغفر لة: وفى هذا انتقاص لعدل اللة ، كما أن هذة
المغفرة لن تجدد طبيعة الانسان التى فسدت بالتعدى والعصيان .. اذن لا يمكن ايضا أن
يفعل اللة ذلك .
3- اما
ان نجد من يفدى الانسان ويموت عنة: شخص
يموت نيابة عن الانسان وبذلك يفدية من الموت ، وفى الوقت نفسة يتمم حكم اللة .
ولكن لابد من مواصفات
محددة وشروط خاصة لهذا الفادى
خامسا : مواصفات الفادى
1- يجب أن يكون أنسانا: لأن الذى أخطأ فى حق اللة كان انسانا .
2- يجب أن يكون غير محدود: لأن خطيئة الانسان غير محدودة لأنها موجهة
للة غير المحدود .
3- يجب أن يكون قدوسا بلا خطيئة: لأنة اذا كان
الفادى خاطئا فكيف يستطيع ان يفدى غيرة ؟ أليس اعمى يقود اعمى يسقطان كلاهما فى
حفرة ؟ .
4- يجب أن يقبل الموت بارادتة: بارادتة المطلقة يسلم نفسة للموت .
5- يجب أن يكون حيا الى الأبد: ليشفع بدمة فى الخطاة كل حين .
سادساً : تهيئة الأذهان للفداء
1- النبوات
* تنبأ أنبياء العهد القديم عن الفداء الذى سيتممه
أقنوم الابن ، ووصفوا بكل دقة الأحداث المصاحبة لة ، فتنبأ داود النبى عن خيانة
يهوذا تلميذة لة ، وتنبأ زكريا النبى عن بيع المسيح بثلاثين من الفضة ، وتنبأ
اشعياء النبى عن اّلام المسيح وسجلها كما لو كان شاهد عيان ، أما داود النبى فسجل
أحداث الصلب بكل دقة ، وتنبأ عاموس النبى عن الظلمة التى ستحدث على الأرض وقت صلب
السيد المسيح وتنبأ زكريا النبى عن طعنة بالحربة فى جنبة ، وتنبأ داود عن موتة
وقيامتة ، وكذلك تنبأ اشعياء عن القبر الذى سيوضع فية .
2- الشخصيات
عاشت فى العهد القديم شخصيات كانت ترمز من بعض الأوجة
لذبيحة المسيح على الصليب واليك بعضا من هذة الشخصيات :
*هابيل الصديق: الذى سفك دمة حسدا بيد أخية دون ذنب اقترفة
كان رمزا للسيد المسيح الذى حسدة اليهود ، وأسلموة للموت دون ذنب فعلة . (تكوين 4 )
* نوح البار: الذى هو الأول للخليقة الجديدة والذى
بواسطتة تم الابقاء على الجنس البشرى كان رمزا للسيد المسيح رأس الخليقة الجديدة
والذى بة صار الخلاص لكل البشرية . ( تكوين 8 )
* ملكى صادق: ملك البر والسلام الكاهن الذى بلا نسب ،
وغير معروفة بداية أيامة ولا نهايتها ، والذى قدم تقدمة من خبر وخمر ، كان رمزا
للسيد المسيح ملك البر والسلام ، رئيس الكهنة الأزلى الأبدى ، والذى قدم خبزا
وخمرا جسدة ودمة الأقدسين . ( تكوين 14 )
* يوسف الشاب الطاهر:
الذى ذهب ليفتقد سلامة اخوتة ، فحسدوة وألقوة فى البئر ، ثم باعوة بالفضة ، ولكنة
خرج حيا من البئر ، وصار سببا فى خلاص العالم من المجاعة ، كان رمزا للسيد المسيح
الشاب الذى بلا خطية ، والذى جاء ليفتقد سلامة خاصتة فحسدوة ، وأسلمة تلميذة
بالفضة ، ووضعوة فى قبر ، ولكنة قام حيا ، وصار خلاصا للعالم كلة . ( تكوين 37 )
* أيوب البار: رجل الألم والتجربة المشتكى علية من
الشيطان ، والذى اجتاز المعصرة وخرج سليما صحيحا كان رمزا للسيد المسيح رجل البر ،
والذى جرب من الشيطان على الجبل وانتصر ، واختبر الألم واجتاز الموت وقام حيا . (
سفر أيوب )
- الرموز :
* شجرة الحياة: التى من يأكل منها يحيا الى الأبد كانت
رمزا الى ذبيحة المسيح الذى من يأكل جسدة ويشرب دمة يحيا الى الأبد . ( تكوين 3 )
* عصا موسى: التى شقت البحر الأحمر وأنقذت الشعب من
فرعون وجنودة كانت رمزا لخشبة الصليب الذى بة نجونا من الشيطان وكل جنودة . ( خروج
14 )
* شجرة موسى: التى طرحها فى الماء المر فتحول الى ماء عذب
شرب منة الشعب ونجا من الموت ،كانت رمزا لشجرة الصليب الذى بة نجونا من الموت . ( خروج 15 )
* صخرة موسى: التى ضربها بالعصا وجرى منها ماء فشرب الشعب
ونجا من الموت ، كانت رمزا الى السيد المسيح
الذى طعن بالحربة فى جنبة على الصليب ، فخرج منة دم وماء . ( خروج 17 )
وفى هذا يقول بولس الرسول : ( لأنهم كانوا يشربون من صخرة روحية تابعتهم
والصخرة كانت المسيح ( 1 كورنثوس 4:10 )
* الحية النحاسية: كانت الحية االنحاسية رمزا للصليب ، فكل من
لدغ من الحية ونظر الى الحية النحاسية يشفى ويحيا ، وهكذا كانت الحياة والنجاة
بصليب السيد المسيح . ( عدد 21 )
والذى لفت النظر لهذا الرمز السيد المسيح نفسة اذ قال : ( وكما رفع موسى
الحية فى البرية هكذا ينبغى أن يرفع ابن الانسان لكى لا يهلك كل من يؤمن بة بل
تكون لة الحياة الأبدية . ( يوحنا 3: 14 )
سابعا : تجسد ابن اللة الكلمة
* وفى ملء الزمان وبعد أن أعد اللة الأذهان بالنبوات
والشخصيات والرموز والذبائح لفكرة الفداء بالدم ولفكرة الذبائح التى تذبح بدلا من
الانسان الخاطئ . جاء أقنوم الابن وتجسد من الروح القدس ومن العذراء مريم ، فولدت
يسوع المسيح ابن اللة بالحقيقة الذى شابهنا فى كل شئ عدا الخطية وحدها .
* يقول القديس أثناسيوس الرسولى : لهذا أتى كلمة اللة بشخصية كى يستطيع وهو
صورة الآب أن يجدد خلقة الانسان على مثال تلك الصورة ، ولم يكن ممكنا أن يستطيع
أحد أن يعيد صورة اللة ومثالة الى البشر ثانية الا صورة الآب – اى المسيح – الذى
خلق كل شئ من العدم فى البدء
* وهكذا جاء أقنوم الابن بذاتة متجسدا من أجل اتمام الفداء والخلاص للانسان
.
ثامنا : لماذا كان الصليب هو وسيلة الفداء ؟
* كان الصليب هو وسيلة الفداء للاسباب الآتية :
+ كان لابد أن يصاحب الموت سفك دم :( بدون سفك دم لا
تحصل مغفرة ) . ( عبرانيين 9:22 )
+ وكان لابد للفادى أن يتألم اّلاما حقيقية قبل موتة : (
لكن أحزاننا حملها وأوجاعنا تحملها ...وهو مجروح لأجل معاصينا ) . ( اشعياء 4:53 )
+ وكان لابد للفادى أن يحمل لعنة الانسان الساقط : (
افتدانا من لعنة الناموس اذ صار لعنة لأجلنا ) .( غلاطية 3:13 )
* وتحقق هذا كلة فى الصليب : فلقد كان الصليب هو أشنع الميتات وأقسى
الأحكام المعروفة فى تاريخ البشرية ، وكان تنفيذة فى العبيد فقط ، وقد ارتضى
المسيح هذة الميتة الشنيعة من أجل الانسان .
* يقول القديس أثناسيوس الرسولى :
- ( لأنة ان قد أتى ليحمل عنا اللعنة الموضوعة علينا فكيف
كان ممكنا أن يصير لعنة ما لم يمت اللعنة الذى هو الصليب ، لأن هذا هو المكتوب
تماما : ( ملعون كل من علق على خشبة )
-( لهذا لاق بالرب أن يحتمل هذا الموت ويبسط يدية حتى باليد الواحدة يجتذب
الشعب القديم ، وبالأخرى يجتذب الذين هم من الأمم ، ويتحد الاثنان فى شخصة ) – (
وهذا هو ما قالة بنفسة مشيرا الى أية ميتة كان مزمعا أن يفدى بها الجميع : ( وانا
ان ارتفعت عن الأرض اجذب الى الجميع ) .
تاسعا : بركات الفداء
1- خلاص الانسان :
+ ان المسيح يسوع جاء الى العالم ليخلص الخطاة (1
تيموثاوس 1:15 )
+ الآب أرسل الابن مخلصا للعالم ( 1 يوحنا 4:14 )
+ بالحقيقة المسيح مخلص العالم ( يوحنا 4:24 )
2- هزيمة الموت :
بموتة أبطل عن الموت . فأصبح المؤمنون يحتقرون الموت ولا
يخشونة لأن المسيح بموتة داس الموت . ولهذا قال القديس بولس الرسول :
+ لى الحياة هى المسيح والموت هو ربح ( فيلبى 1:21 )
+ لى اشتهاء أن أنطلق
وأون مع المسيح ذاك أفضل جدا ( فيلبى 1:23 )
- هزيمة الشيطان :
+ قد رفعة ( المسيح ) من الوسط مسمرا اياة بالصليب . اذ
جرد الرياسات والسلاطين ( الشياطين ) اشهرهم جهارا ظافرا بهم فية ( كولوسى 2: 14 )
4- ازالة لعنة الناموس :
+ المسيح افتدانا من لعنة الناموس اذ صار لعنة لأجلنا لأنة
مكتوب ملعون كل من علق على الخشبة . ( غلاطية 3:13 )
5- المصالحة والسلام :
+ اللة كان فى المسيح مصالحا العالم لنفسة غير حاسب لهم
خطاياهم . ( 2 كورنثوس 5:19 )
+ لأنة ان كنا ونحن اعداء قد صولحنا مع اللة بموت ابنة
.. الذى نلنا بة الأن المصالحة . ( رومية 5:10 )
- غفران الخطايا :
+ هذا هو دمى الذى للعهد الجديد الذى يسفك من أجل كثيرين
لمغفرة الخطايا . ( متى 26:28 )
7- التبرير :
+ وبهذا (المسيح ) يتبرر كل من يؤمن . ( أعمال 13:39 )
+ ونحن متبررون الآن بدمة ( دم المسيح ) . ( رومية 5 :9
)
8 – التقديس والتطهير :
+ دم يسوع المسيح ابنة يطهرنا من كل خطية . ( 1 يوحنا
1:7 )
+ نحن مقدسون بتقديم جسد يسوع المسيح مرة واحدة . (
عبرانيين 10:10 )
9- رجاء ملكوت اللة والحياة الأبدية :
لقد فتح لنا السيد المسيح بالفداء الطريق الى الحياة
الأبدية والميراث الأبدى .
+ لأنة هكذا أحب اللة العالم حتى بذل ابنة الوحيد لكى لا يهلك كل من يؤمن
بة بل تكون لة الحياة الأبدية . ( يوحنا 3:16 )
تعليقات بلوجر
تعليقات فيسبوك