قصة الكتاب المقدس لقداسة البابا الانبا تواضروس الثاني (الجزء الاول)

قصة الكتاب المقدس لقداسة البابا  الانبا تواضروس الثاني

بداية الكتاب المقدس
آدم ... وحواء :
أوجد الله هذا الكون وهذه الأرض ، وهذا الكوكب ضمن المجموعة الشمسية والذي يبعد عن الشمس حوالى 93000 مليون ميل ، ولو كانت الأرض قريبة أكثر من الشمس لإحترقت ، ولو كانت بعيدة أكثر عن الشمس لتجمدت ووقف نمو الحياة عليها .
بعد أن خلق الله العالم ( الكون والأرض وكل شئ عليها ) ، أراد أن يتوج هذه الخليقة بتاج وكان هذا التاج هو آدم وحواء ، في حياة رائعة في الجنة وصارت صورة آدم وحواء هي الصورة الإنسانية الأولي للأسرة المسيحية أو الأسرة الإنسانية التي في وسطها الله .

ولكن ..... ماذا حدث ؟!
أخطأ آدم خطيئته ، لم ينفذ وصية الرب كقانون وضعه الله له ، لا يجب التعدي عليه.
إذا كان يا أحبائي التعدي علي أي قانون علي الأرض يعتبر جريمة ، فما بالك بقانون إلهي ، وكان العقاب الإلهي هو الطرد ، طرد آدم وحواء بعد التحذير الإلهي.
وكان أول سؤال في الكتاب المقدس بعدما كان آدم وحواء في منتهي السعادة مع الله :" فَنَادَى الرَّبُّ الإِلهُ آدم وَقَالَ لَهُ: أَيْنَ أَنْتَ؟
" ( تك 3 : 9 )

وظلّ هذا السؤال يتردد عبر الزمن ومازال يتردد حتي الآن فأجاب آدم " فَقَالَ: سَمِعْتُ صَوْتَكَ فِي الْجَنَّةِ فَخَشِيتُ، لأَنِّي عُرْيَانٌ فَاخْتَبَأْت " ( تك 3 : 10 )
بمعني ( إرتعبت وإعتراني الخوف ) جاءت الخطية تصنع حاجزاً فاصلاً لا نراه بعيوننا ، وصار الإنسان يخشي أن يسمع صوت الله أو حتي ينظر إليه ،
 فطرد آدم ومعه طرد الجنس البشري كله ، أغلق الفردوس أمام الإنسان ، فمهما كان بارا ً أو تقياً يكون مصيره الجحيم .
وتلاحظ يا صديقي ... أن آدم وحواء كان طعامهم نباتي قبل السقوط ، ولذلك نحن في أصوامنا نأكل أطعمة نباتية كأننا نتذكر آدم وحواء قبل السقوط ، ولذلك يسمي الطعام النباتي بطعام الفردوس.كتابة سفر الرؤيا عام 100 م تقريباً.
يبدأ الكتاب المقدس بسفر التكوين ويبدأ بالخليقة وطرد الإنسان العاصي من جنة عدن ، وينتهي بسفر الرؤيا وهو عودة الإنسان إلى الفردوس فإذا كان سفر التكوين قصة طرد ، صار سفر الرؤيا قصة رجوع.
وإن كان سفر التكوين يبدأ بحوادث مؤلمة فإن سفر الرؤيا ينتهي بنهاية سعيدة.
ويروي لنا الكتاب المقدس عن بداية الخليقة فيقول :" وَكَانَتِ الأَرْضُ خَرِبَةً وَخَالِيَةً، وَعَلَى وَجْهِ الْغَمْرِ ظُلْمَةٌ، وَرُوحُ اللهِ يَرِفُّ عَلَى وَجْهِ الْمِيَاهِ" (تك 1 : 2 )
وخلق الله هذه الخليقة وأوجد هذه الأرض من عدم ، وفي ستة أيام خلق الخليقة ، فالكتاب المقدس يسميها أيام ليسهل فهمها لكل البشر ، ولكن بالنسبة للعلماء هذه الستة أيام قد 
تستغرق حقبات من الزمن وقد تكون ملايين السنين.


حياة آدم وحواء ... بعد ذلك :
نزل آدم إلى الأرض التي تنبت شوكاً وحسكاً وصارت حواء تلد بالأوجاع ، فمع كل وجع وكل ألم نتذكر الطرد السقطة الأولي ، وأبقي الله هذه الآلام لكي يتذكر الإنسان اللحظات التي طرد منها.

قايين ... وهابيل :
كان في العالم بأكمله أربعة أفراد ، ويأتي قايين ويقتل أخاه هابيل ، وتكون أول جريمة في التاريخ .
ويسجل لنا الكتاب المقدس هذا الحدث فيقول : " فَقَالَ الرَّبُّ لِقَايِينَ: «أَيْنَ هَابِيلُ أَخُوكَ؟» فَقَالَ: لاَ أَعْلَمُ! أَحَارِسٌ أَنَا لأَخِي؟ " ( تك 4: 9)
ويصرخ دم أخيه أمامه ومن جريمة قايين تأتي كل جرائم العالم ، كل ما تراه في العالم من جرائم بدايته هذه الجريمة .

نوح .... البار :
إختار الله نوح وكان رجلا باراً كاملاً في أجياله ، وصار نوح مع الله وكان عدد أسرة نوح ثمانية أفراد ( ثلاثة أبناء وزوجاتهم ونوح وزوجته )ورأي الرب أن شر الإنسان قد زاد في الأرض وصعد أمامه فحزن الرب فقال الله لنوح :
"نِهَايَةُ كُلِّ بَشَرٍ قَدْ أَتَتْ أَمَامِي، لأَنَّ الأَرْضَ امْتَلأَتْ ظُلْمًا مِنْهُمْ. فَهَا أَنَا مُهْلِكُهُمْ مَعَ الأَرْضِ" ( تك 6: 13 ). فأمر الله نوح بعمل فُلك ، وأن يأخذ من كل الحيوانات أزواج ... ويأتي الطوفان ... ! وينجو من الطوفان ثمان أفراد ، ويرمز رقم ثمانية إلى الحياة الجديدة والسماء الجديدة ، ويعطي الله قوس قزح علامة أمام الإنسان ،

ويخرج نوح مع أولاده الثلاثة ( حام وسام ويافث )
حام : يذهب إلى أفريقيا ، لذلك نحن من جنس حام
سام : يذهب إلى آسيا
يافث : يذهب إلى أوروبا
ومن حام ولد إبن إسمه مصرايم ومن مصرايم جاءت التسمية ( مصر )
ولذلك الأقباط والفراعنة من جنس حام والأسيويين من جنس سام
ولذلك الحاميون ( الأفارقة ) هم أصحاب الأرض هنا في كل أفريقيا

أبرام ( إبراهيم ) :
ويتوالي الزمن وتتوالي الأجيال وينتشر الشر في العالم ، إلى أن يجد الله قلباً بريئاً آخر في ( أور الكلدانيين ) في جنوب العراق ويقول له الرب :
" اذْهَبْ مِنْ أَرْضِكَ وَمِنْ عَشِيرَتِكَ وَمِنْ بَيْتِ أَبِيكَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُرِيك َ"
  ( تك 12: 1 ) ويطيع إبراهيم كلام الله ( والطاعة تبهج قلب الله )
ويخرج إبراهيم عبر الصحراء ويخوض رحلة طويلة عبر العراق وسوريا ولبنان والأردن.
وإلي أين هو ذاهب ؟؟ إلى الأرض التي تفيض لبناً وعسلاً
ويعطي الله وعداً لإبراهيم أن نسله يصير مثل نجوم السماء ورمل البحر ، ويتأخر الإنجاب ويتقدم عمره مع زوجته سارة التي تشير عليه بأن يرتبط بهاجر جاريتها ، وينجب ابناً وهو إبن لجارية وليس إبن الموعد ، وفي الوقت المعين يأتي إبن الموعد ويسمي إسحاق ( أي الضاحك أو الباسم ) وذلك لأن سارة أمه لم تصدق الوعد وضحكت في نفسها
وياللعجب يأتي إبراهيم عام 2166 ق.م ويأتي إسحاق عام 2066 أي بفارق 100 عام وكانت سارة بعمر يناهز 90 عاماً .

زواج إسحاق :
شاخ إبراهيم وكان قد باركه الرب في كل شئ ، فقال إبراهيم لعبده أليعازر الدمشقي اذهب وابحث عن زوجة فاضلة لإبني الوحيد إسحاق ، ويذهب أليعازر ويطلب من الله أن ينجح طريقه ويعطيه علامة " لْيَكُنْ أَنَّ الْفَتَاةَ الَّتِي تَخْرُجُ لِتَسْتَقِيَ وَأَقُولُ لَهَا: اسْقِينِي قَلِيلَ مَاءٍ مِنْ جَرَّتِكِ، فَتَقُولَ لِيَ: اشْرَبْ أَنْتَ، وَأَنَا أَسْتَقِي لِجِمَالِكَ أَيْضًا، هِيَ الْمَرْأَةُ الَّتِي عَيَّنَهَا الرَّبُّ لابْنِ سَيِّدِي "   ( تك 24 : 43 – 44 )
وتكون رفقة هي الزوجة المختارة لإسحاق ( تك 24 )

عيسو ... ويعقوب :
ومن رفقة وإسحاق يولد توأم الفارق بينهما ثوان ، الأكبر عيسو يصير انساناً شريراً، أما الأصغر يعقوب يصير إنساناً فاضلاً ، عيسو الإبن البكر ، والبكورية في العهد القديم لها دور كبير جداً ، ولكن عيسو هذا يبيع بكوريته بطبق عدس رخيص ، شئ غالي يباع بثمن بخس.
فيقول عيسو ليعقوب :" أَطْعِمْنِي مِنْ هذَا الأَحْمَرِ لأَنِّي قَدْ أَعْيَيْتُ " ( تك 25 : 30 )

يوسف الصديق :
ويتزوج يعقوب من ليئة وراحيل ويأتي يوسف أصغرإخوته قبل بنيامين ، وكان ابناً مدللاً ، وقد صنع له والده قميصاً ملوناً ، وتمضي الأحداث ويُباع يوسف عبداً
وتمر الأيام ويصبح هذا اليهودي أمين مخازن مصر. والساعد الأيمن لفرعون مصر، ويحضر أبوه وإخوته للحياة فى مصر فيأتوا ، ويتزايد الشعب اليهودي جداً.
ويأتي وقت الخروج فيموت يوسف في أرض مصر وتُنقل عظامه بعد ما أسس مدن وأنقذ البلاد من المجاعة التي إستمرت 7 سنوات .

موسي قائداً للشعب :
وتتوالي الأيام ويتزايد العبرانيون الموجودين علي أرض مصر ، ويصدر فرعون أمراً بقتل جميع الأطفال ويأتي بالقابلتين اللتين يستقبلان الطفل أثناء الولادة
 ( وهي الداية ) ويأمرهم بقتل كل الذكور وإستحياء الإناث .
ويا للقسوة ... ولكن القابلتين خافتا الله ولم يصنعا كما أمرهما ، أما موسي فتأخذه أمه وتضعه في سفط من البردي في نهر النيل ، وتجعل أخته تراقبه من بعيد ويعيش ويتربي هذا الإبن في قصر فرعون الذي أصدر أمر بقتل كل الذكور ، وتُربيه إبنة فرعون تربية ملكية .
ويصير موسي قائداً للشعب ، وبعد العشر ضربات ضد المصريين يخرج موسي ويقود الشعب وتسجل هذه الحادثة في الهوس الأول المأخوذ من سفر الخروج
( خر 15 )
( الخيل وركاب الخيل طرحهم في البحر الأحمر يا فرحة إسرائيل بخلاصه من الكفار) ويقصد بالكفار الذين يعيشون في أرض مصر .
وموسي يقود الشعب في الطريق إلى سيناء الأرض التي تفيض لبناً وعسلاً ( تعني أنها أرض خصبة بها أراضي زراعية ومراعي كثيرة وتعبر عن قمة الخير ) ولكن موسي يتذمر، ويتذمر معه الشعب، ويظلّ الشعب أربعون عاماً وموسي يري أرض كنعان من بعيد ولكن لا يدخلها ، وخلال هذه الرحلة الطويلة يتلقي لوحي الشريعة .
لقد كانت حياة موسي علي الأرض 120 عاماً :
أربعون سنة في قصر فرعون , وأربعون سنة هارباً وتائهاً ، وأربعون سنة قائداً للشعب في مسيرة الخروج من برية سيناء .ولذلك نسمع عن بعض عادات اليهود أنهم يقولون في المناسبات السارة كلمة ( عقبال 120 سنة )

شاركه على جوجل بلس

عن telecom engineer

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك