تفسير سفر ميخا من كتاب ارسلت الي الانبياء المقدمة والاصحاح الاول

سفـر ميخـا النبـي


كلمة عن الكاتب :

كلمة "ميخا" هي اختصار لكلمة "ميخاياهو"  كما وردت في (إر 26: 28) ، وتعني "من مثل يهوه ؟"
ميخا النبي كارز ريفي ، عاش في مورشة جت ، التي تبعد حوالي 20 ميلاً جنوب أورشليم ، على حدود فلسطين.
كان ميخا النبي معاصراً لإشعياء في أورشليم (إش 2: 2-5) ، ولعاموس وهوشع في المملكة الشمالية.
تنبأ في منطقة أورشليم لهذا جاءت أغلب نبواته منصبة على صهيون وأورشليم. إستمرت نبوته حوالي 50 عاماً.
تنيح وعمره تسعين عاما ، وتعيد له الكنيسه بتذكار نياحته يوم 22 مسري بركة صلواته تشملنا جميعا 

قصـة الســفر  :

تضمن السفر نبوات خاصة بخراب السامرة وأورشليم لكنه يعود فيتنبأ عن مجد أورشليم المقبل (تأديب ثم مجد مسياني).

الخلفية التاريخية  :

عاش في وقت صعب للغاية ، فقد فتح الله عن عينيه ليرى معاصي يعقوب وخطايا إسرائيل. أدرك بروح النبوة ما سيحل بإسرائيل كما بيهوذا. فالظلم كان حالاً في داخل الأسوار، والأعداء قادمون من الخارج. 
شعر ميخا النبي بالشرور التي لحقت بالدولتين - إسرائيل ويهوذا - وكيف أساء الأغنياء معاملاتهم مع الفقراء ، فدوَّت صرخات الفقراء في السماء. هذا وقد لحق الفساد بكل الطبقات : رجال القصر الملكي ، والكهنة ، والشعب. أخطأت القيادات مع الشعب في حق الله ، وإن كان الشعب قد مارس العبادة ، لكن في شكلية بلا توبة صادقة ، فصارت كلا شيء.

في أيامه أُخذ إسرائيل إلى السبي ، وتُركت فرصة ليهوذا لمدة حوالي قرن ونصف ، لكن خطايا الأمة دمَّرتها. "البرّ يرفع شأن الأمة، وعار الشعوب الخطية"                ( أم 14: 34).

إمتيازات النبوة :

أ. إحتل هذا السفر مكانة خاصة لدى آباء الكنيسة لأن الأناجيل الأربعة جميعها إقتبست منه.
ب. إتفق آباء الكنيسة في الشرق والغرب على أن هذا السفر غني برموزه ، فيتطلعون مثلاً إلى جبل صهيون كرمزٍ للكنيسة أو لأورشليم الجديدة التي حققت رجاء إسرائيل.
ج. النبي الوحيد الذي حدد بدقة موضع ميلاد المسيَّا المنتظر، الذي يحكم أبدياً      (مي 5: 2) ؛ وقد أدرك اليهود أن هذه النبوة خاصة بالمسيَّا قبل ميلاده                 ( مت 2: 1-6).
د. في صراحة كاملة يكشف عن الخطايا التي سقط فيها اسرائيل وأيضاً يهوذا ، وعدَّدها لهم ، وأعلن عن نتائجها المدمرة. وفي حب شديد يفتح أبواب التوبة ليتمتع التائبون بالمراحم الإلهية خلال التواضع مع الله.

هـ. يكشف هذا السفر عن حنو الله ، فنرى ميخا النبي ينوح ويولول كمن فقد ابناً أو ابنة وحيدة عزيزة عليه ، وإذ يرى بروح النبوةٍ شعبه يُسبى يشاركهم مرارتهم ، فيسير معهم حافياً وعرياناً. هذه مشاعر رجال الله في العهدين القديم والجديد ، فلا نعجب أن نقرأ في رسائل القديس بولس : "أذكروا المقيدين كأنكم مقيدون معهم والمذلين كأنكم أنتم أيضًا في الجسد" (عب 13: 3).


غاية السفر :

أ. التوبة هي الطريق للخلاص مما يحل من كوارث بسبب الخطية. بدون توبة حتماً سيحل الدمار بهم.
ب. شجع المؤمنين للتطلع إلى الله العامل وسط البشرية ، وأنه حتماً يخلص من الظلم الذي يسود المجتمع.

ج. وبَّخ الأغنياء الظالمين ، وشجع الفقراء على التطلع إلى الله القادر أن يخلص من الظلم. يدعوه البعض "نبي الفقراء" ، لا يشغل ذهنه بالسياسة ، وربما لم يكن له دراية 
بها ، إنما ما يشغله هو رفع الظلم عن الفقراء ، مدافعاً عنهم. كان ميخا النبي رجل الإيمان العملي: " قد أخبرك أيها الإنسان ما هو صالح ، وماذا يطلبه منك الرب إلا أن نصنع الحق ، وتحب الرحمة ، وتسلك متواضعاً مع إلهك" (مي 6: 8). فإنه لا يستطيع أحد أن يطلب الحق الإلهي ، ولا أن يحب الرحمة بإخوته ما لم يتضع أمام الله فينال نعمة إلهية فائقة. فمع أن ميخا النبي كما يدعوه كثير من الدارسين إنه رجل العدالة الاجتماعية والبرّ العملي ، لكنه يؤكد أن هذا لن يتحقق بدون العمل الإلهي. إنه رجل الإيمان العملي!
د. سحب قلوب سامعيه من الظلم السائد والدمار المنتظر إلى حلول مملكة المسيَّا المجيدة.

هـ. أشار ميخا النبي إلى السبي البابلي وذكر بابل بالإسم (مي 4: 10) ، وذلك قبل حدوثه بقرن ونصف. كما دعى الشعب الراجع من السبي إلى إعادة بناء أسوار أورشليم (مي 7: 11).


أقسام السفر :

1. الإصحاحات ( 1-3 ) : نبوات تأديبية.
2. الإصحاحات ( 4-5 ) : نبوات مسيانية مجيدة.

3. الإصحاحات ( 6-7 ) : دعوى قضائية إلهية.


الإصحاح الأول
( محاكمة علنية )

خروج الرب للمحاكمة ( 1- 4 ) : 
1 قَوْلُ الرَّبِّ الَّذِي صَارَ إِلَى مِيخَا الْمُورَشْتِيِّ فِي أَيَّامِ يُوثَامَ وَآحَازَ وَحَزَقِيَّا مُلُوكِ يَهُوذَا الَّذِي رَآهُ عَلَى السَّامِرَةِ وَأُورُشَلِيمَ : 2 اإسْمَعُوا أَيُّهَا الشُّعُوبُ جَمِيعُكُمْ. أَصْغِي أَيَّتُهَا الأَرْضُ وَمِلْؤُهَا. وَلْيَكُنِ السَّيِّدُ الرَّبُّ شَاهِداً عَلَيْكُمُ السَّيِّدُ مِنْ هَيْكَلِ قُدْسِهِ. 3 فَإِنَّهُ هُوَذَا الرَّبُّ يَخْرُجُ مِنْ مَكَانِهِ وَيَنْزِلُ وَيَمْشِي عَلَى شَوَامِخِ الأَرْضِ 4 فَتَذُوبُ الْجِبَالُ تَحْتَهُ وَتَنْشَقُّ الْوِدْيَانُ كَالشَّمْعِ قُدَّامَ النَّارِ. كَالْمَاءِ الْمُنْصَبِّ فِي مُنْحَدَرٍ.

ميخا المورشتي : تظهر أنه ولد أو عاش في مورشة جت أو مريشة وكلاهما في يهوذا غرب أورشليم. فهو نبي من يهوذا. أما قوله "الذي رآه"، فلا يعني رؤية جسدية ، إنما رؤيا روحية. لقد تنبأ ميخا في عصر آحاز الذي يعتبر أحد أشر ملوك يهوذا ، كما تنبأ في عصر حزقيا رجل الإصلاح التقي. في عصر آحاز لم يخشَ أن يتحدث عن تأديبات الله ليهوذا ، ولكنه فتح باب التعزيات للنفوس المقدسة الراجعة إلى الرب. وفي عهد التقي حزقيا تحدث عن ضرورة الإصلاح الروحي الداخلي. فمع تغير ظروف الأزمنة تبقى كلمة الله ثابتة لا تداهن الأشرار،  إسمعوا أيها الشعوب : إذا تكلم الله علينا أن نسمع وننفذ. وعموماً علينا أن نسمع أكثر مما نتكلم. فحينما نسمع نستفيد ، أما كثرة الكلام فلا تخلو من المعصية (يع19:1). إصغي أيتها الأرض وملؤها : (ملؤها أي جميع من فيها) إذ صم كثير من شعب الله آذانهم عن الاستماع لصوت الرب قدم الدعوة للأرض كي تفتح آذانها وتسمع له. والرب شاهداً عليكم : والله سيشهد بأنه أرسل أنبيائه ليحذروهم ، وأنهم نقلوا لهم الإنذار مبكراً. وبأمانة ولكنهم رفضوا التحذير. "لكي تتبرر في أقوالك وتغلب إذا حوكمت". وسيكون تمام النبوات شاهداً على إحتقارهم إياها ، وسيظهر أن كلمة الله لا تسقط أبداً. من هيكل قدسه : أي من السماء المكرسة له بكونه القدوس. من هناك يتكلم مشتاقاً أن تتقدس كل الخليقة 
هوذا الرب يخرج من مكانه : اعتاد الله أن يخرج إلى شعبه فيخرج بهم إليه ، ينزل إليهم بحبه لكي يرفعهم إلى أحضانه. الآن إذ أصروا على الفساد في عنادٍ خرج لكي يحاكمهم ويؤدبهم. فمكان الله هو الرحمة والحب ، وحين يعاقب ويؤدب فهو يخرج من مكانه. راجع (هو15:5) فالله خرج لكي يؤدب ثم رجع لمكانه منتظراً أن يطلبوه ليظهر لهم محبته ورحمته من مكانه. وينزل = يشق السموات وينزل لا في رحمته العجيبة بل في أحكام قوية ليؤدب ويمشى على شوامخ الأرض : أي يطأ على كل المرتفعات ، أي كل المتكبرين والطغاة وقد تعنى المرتفعات أماكن العبادة الوثنية.
وتذوب الجبال وتنشق الوديان كالشمع قدام النار : إلهنا نار آكلة فمن يستطيع أن يصمد أمامه إذ يخرج الرب ليحاكم شعبه لا تستطيع أن تقف أمامه الجبال والمرتفعات المستخدمة لعبادة الأوثان ، والتي تمثل حصوناً منيعة لحمايتهم من أي غزو خارجي ، فإنه يدوس الرب عليها فتذوب وتصير تراباً. ولا تقدر الوديان أن تسندهم ، إذ تذوب أمامه كالشمع قدام النار، والماء المنحدر هكذا يكون كل الأشرار عندما يأتي الرب، إذ ينحلون ويختفون. والعجيب أن تذوب الجبال ولا يذوب قلب هذا الشعب القاسي.
الإتهامات ( 5 – 7 ) :
5 كُلُّ هَذَا مِنْ أَجْلِ إِثْمِ يَعْقُوبَ وَمِنْ أَجْلِ خَطِيَّةِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ. مَا هُوَ ذَنْبُ يَعْقُوبَ ؟ أَلَيْسَ هُوَ السَّامِرَةَ ! وَمَا هِيَ مُرْتَفَعَاتُ يَهُوذَا ؟ أَلَيْسَتْ هِيَ أُورُشَلِيمَ ! 6 «فَأَجْعَلُ السَّامِرَةَ خَرِبَةً فِي الْبَرِّيَّةِ مَغَارِسَ لِلْكُرُومِ وَأُلْقِي حِجَارَتَهَا إِلَى الْوَادِي وَأَكْشِفُ أُسُسَهَا. 7 وَجَمِيعُ تَمَاثِيلِهَا الْمَنْحُوتَةِ تُحَطَّمُ وَكُلُّ أَعْقَارِهَا تُحْرَقُ بِالنَّارِ وَجَمِيعُ أَصْنَامِهَا أَجْعَلُهَا خَرَاباً لأَنَّهَا مِنْ عُقْرِ الزَّانِيَةِ جَمَعَتْهَا وَإِلَى عُقْرِ الزَّانِيَةِ تَعُودُ!».

فالخطية سبب كل هذه النكبات. وهنا سؤال ما هو ذنب يعقوب ؟ أليس هو السامرة : علينا أن نسأل ما سبب الآلام التي تأتي علينا ، ما هي الخطية التي وراءها. إذاً لماذا يتألم شعب يعقوب. واضح أنه بسبب ما يصنع في السامرة من خطايا. وبالذات عبادة الأوثان التي هي الزنا الروحي. والسامرة بما أعطاها الله من جمال وغني صارت بارزة وصارت قدوة فأفسدت من حولها. الله أعطاها كل خيراتها فنست الله وعبدت الأوثان بل صارت مصدراً للشرور. ونفس الكلام عن يهوذا ( وما هي مرتفعات يهوذا ، أليست هي أورشليم ) المرتفعات هي أماكن العبادة الوثنية. فهم يفضلون إقامة مذابحهم على المرتفعات. والنبي هنا كإبن قرية ، رأي فظائع أثام العاصمتين ، فقال أنهما منبع كل شر وبؤرة للمعاصى. فأورشليم أيضاً عاصمة جعلها الله فخمة وثرية. ولكنها عَلَّمَتْ من حولها عبادة المرتفعات الوثنية وصارت قدوة سيئة.
أجعل السامرة خربة : السامرة التي كانت تعتز بغناها وكثرة سكانها ، تصير أكوام من نفايات الكروم والحقول ومن الحجارة. اجتمعت معاً لكي يُلقى بها خارجاً. ولعله بدأ بمغارس الكروم وبعد ذلك أكوام الحجارة ، لأن السامرة كانت في الأصل حقول كروم قبل تعميرها كعاصمة ، وكأنها تعود إلى ما كانت عليه ، بل وإلى ما هو أسوأ، حيث تنهار المباني ، وتتحول إلى أكوام حجارة ، تفقد طبيعتها كعاصمة ملوكية لتصير خراباً.
جميع تماثيلها المنحوتة تحطم : التماثيل الوثنية يحرقها الآشوريين ويحطمونها. وكل أعقارها : أي أجرها. والمقصود كل الهدايا التي قدموها لتزيين هياكل أوثانهم ( ذهب ، فضة ، قمح ....) فكل ما هو ثمين نهبه الجيش المنتصر والباقي تم حرقه. لأنها من عقر الزانية جمعتها وإلى عقر الزانية تعود : تم تشبيه السامرة بزانية وكان الزنى من فرائص العبادة الوثنية. وكان هناك من ينذرن أنفسهن في هذه الهياكل للزنى. وكن يتقاضين أجراً مقابل ذلك يعطونه للهيكل فإغتنت الهياكل الوثنية في السامرة من عقر (أجرة) الزواني. وأتى جيش أشور المشبه بزانية أخرى ، فهو له نفس طقوس عبادة الزنى وإستولى على كل ما في هذه الهياكل فكأن أجرة الزانية ذهبت لزانية أخرى. هكذا كل من ينغمس في شهواته وخطاياه فتتبدد كل طاقاته. هنا نرى أن التماثيل الوثنية التي يصرف عليها من عائدات الفجور تحطم وغناها يذهب لأشور.

رثاء مرّ على أورشليم ( 8-9) :
8 مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ أَنُوحُ وَأُوَلْوِلُ. أَمْشِي حَافِياً وَعُرْيَاناً. أَصْنَعُ نَحِيباً كَبَنَاتِ آوَى وَنَوْحاً كَرِعَالِ النَّعَامِ. 9 لأَنَّ جِرَاحَاتِهَا عَدِيمَةُ الشِّفَاءِ لأَنَّهَا قَدْ أَتَتْ إِلَى يَهُوذَا وَصَلَتْ إِلَى بَابِ شَعْبِي إِلَى أُورُشَلِيمَ.

يهدد الخطر أورشليم ، فالجيش الأشوري يكتسح السهل الساحلي بإتجاه مصر، مقتحماً الموضع الذي كان يقطنه ميخا ، حتى يعبر من مدينة إلى أخرى ، ويصل إلى أسوار أورشليم. لقد وصف إشعياء النبي ذات الموقف وهو ساكن داخل المدينة (إش 10: 28-34) ، بينما وصفه ميخا وهو خارج المدينة على بعد حوالي 20 ميلاً.
من أجل ذلك أنوح وأولول : هنا رأي النبي بروح النبوة جيش أشور بعد أن دمر السامرة أتى ودمر يهوذا. فعمل مناحة على شعبه وقد أحرق سنحاريب ودمر 46 مدينة من يهوذا (سجل سنحاريب ملك أشور هذا في النقوشات الأثرية). إلا أن الله ضربه ضربة رهيبة وهو على أسوار أورشليم (يوم الـ185.000). وهذه الضربة (للـ46 مدينة) كانت بسبب خطايا يهوذا. إذاً لنبكي مع النبي على كل من زال منغمساً في خطاياه. وبكاء النبي هنا يظهر مصداقيته ومحبته لشعبه. فبعد أن أراه الله ما سيحدث في رؤيا بكي وسار حافياً وعرياناً : علامة للحزن ( سبق فمشى إشعياء النبي حافياً وعرياناً لمدة ثلاث سنين كأمر الرب ). بل إن صوت بكائه كان مراً كبنات آوى ورعال النعام  : أي بنات النعام. والله كان مضطراً لهذا التأديب المرعب لأن جراحات يهوذا صارت عديمة الشفاء : كمريض فقدنا الأمل في علاجه بالأقراص ، ولزم التدخل الجراحي لبتر المرض. وصلت إلى باب أورشليم : فساد السامرة وعبادتها للأوثان انتشر في إسرائيل ، وتسلل إلى يهوذا ، حتى بلغ أبواب أورشليم، فشاركتها شرَّها. وأيضاً هو اشارة الي أن الفساد وصل الي رجال الدولة حيث أن كان "باب المدينة" في الشرق يُشير إلى رجال الدولة العاملين مع الملك وإلى مشيريه ، كانوا يجتمعون عند باب المدينة. وقد استمر هذا حتى في أيام الأتراك، فكان السلطان التركي بحاشيته يدعى "الباب العالي"
فسنحاريب حاصر أورشليم ذاتها والوصف الآتي لخراب مدن يهوذا يقدمه ميخا كساكن خارج أورشليم ، فهو يقدم وصفاً لما حدث خارجها من دمار لمدن يهوذا. أما إشعياء (28:10-34). فلأنه من سكان أورشليم يقدم وصفاً كمن هو موجود داخل أورشليم ويسمع أن جيش أشور يقترب ، متقدماً من مدينة إلى أخرى ، متجهاً صوبه أورشليم فيرتعب سكان أورشليم من إقترابهم.

مرارة الخطية ( 10 – 16 ) :
10 لاَ تُخْبِرُوا فِي جَتَّ لاَ تَبْكُوا فِي عَكَّاءَ. تَمَرَّغِي فِي التُّرَابِ فِي بَيْتِ عَفْرَةَ. 11 اُعْبُرِي يَا سَاكِنَةَ شَافِيرَ عُرْيَانَةً وَخَجِلَةً. السَّاكِنَةُ فِي صَانَانَ لاَ تَخْرُجُ. نَوْحُ بَيْتِ هَأَيْصِلَ يَأْخُذُ عِنْدَكُمْ مَقَامَهُ 12 لأَنَّ السَّاكِنَةَ فِي مَارُوثَ اغْتَمَّتْ لأَجْلِ خَيْرَاتِهَا لأَنَّ شَرّاً قَدْ نَزَلَ مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ إِلَى بَابِ أُورُشَلِيمَ. 13 شُدِّي الْمَرْكَبَةَ بِالْجَوَادِ يَا سَاكِنَةَ لاَخِيشَ. (هِيَ أَوَّلُ خَطِيَّةٍ لاِبْنَةِ صِهْيَوْنَ) لأَنَّهُ فِيكِ وُجِدَتْ ذُنُوبُ إِسْرَائِيلَ. 14 لِذَلِكَ تُعْطِينَ إِطْلاَقاً لِمُورَشَةِ جَتَّ. تَصِيرُ بُيُوتُ أَكْزِيبَ كَاذِبَةً لِمُلُوكِ إِسْرَائِيلَ. 15 آتِي إِلَيْكِ أَيْضاً بِالْوَارِثِ يَا سَاكِنَةَ مَرِيشَةَ. يَأْتِي إِلَى عَدُلاَّمَ مَجْدُ إِسْرَائِيلَ. 16 كُونِي قَرْعَاءَ وَجُزِّي مِنْ أَجْلِ بَنِي تَنَعُّمِكِ. وَسِّعِي قَرْعَتَكِ كَالنَّسْرِ لأَنَّهُمْ قَدِ انْتَفُوا عَنْكِ.

لا تخبروا في جت : جت من بلاد الفلسطينيين. فعليهم أن يكتموا خبر خرابهم عنهم حتى لا يشمت فيهم أعدائهم الفلسطينيين. لا تبكوا في عكاء : حتى لا يشمت فيكم أعداءكم.
ومن (10-15) يذكر النبي بعض المدن التي تعرضت لخراب جيش أشور. ويقول لكل مدينة شئ يناسب أسمها كعلامة للحزن :
بيت عفرة : بيت التراب يقول لها تمرغي في التراب كعلامة حزن. ونحن لنتضع للتراب لئلا يأتي علينا غضب الله.
شافير : جميل يقول لها أنها ستهرب عارية وخجلة. فجمالها كان لسكنى الله فيها. ونحن لننسى جمالنا ولنتكل على بر الله. والخطية تفضح.
صانان : الخروج ويقول لها أنها لن تستطيع الخروج للرعي والزراعة فهم محاصرون.
بيت هأيصل : مدينة منيعة لها مقام. ويقول لها أن العدو سيكون مقامه عندها أي إحتلال. فلتتب وتنوح لعل الله يرحمها.
ماروث : مرارة ويقول لها اغتمت وحزنت لما فعله بها جيش أشور.
لاخيش : سريعة ويقول لها شدي المركبة بالجواد أي استعدي للهرب سريعاً من وجه العدو. هي أول خطية لإبنة صهيون : كانت لاخيش مجاورة لمملكة إسرائيل وهم أول من نقل ليهوذا العبادة الوثنية ( لأنه فيك وجدت ذنوب إسرائيل ) هي نقلت ذنوب إسرائيل أولاً.
مورشة جت : مِلك جت ويقول لها تعطين إطلاقاً : هدايا. حتى يقبلونك كهاربة من وجه آشور. فهم سيحملون هدايا لملك فلسطين ليقبلهم. ويبدو أن مورشة جت كانت على الحدود بين يهوذا وفلسطين. وكانت تتبع فلسطين أولاً وأخذتها يهوذا فإستمر عليها اسمها الأول "مِلْك جت"
أكذيب : كاذب ومخادع عوض أن تكون هذه المدينة عاملة ضد الغازين سيكون لا حول لها ولا قوة ، وربما تتحول إلى خائنة مخادعة لحساب الغازي. فكل ما إعتمدوا عليه كان باطل لأن الله غاضب عليهم ، فلن تحميهم مدنهم.
مريشة : ميراث ويقول لها أن أشور سترثها أي ترث الأرض.
عدلام : ملجأ ويقول لها يأتي إلى عدلام مجد إسرائيل. ومجد إسرائيل هو الرب (زك5:2) والمعنى أن الرب هو ملجأ لهم. هو يضع أمامهم هنا باباً للرجاء فأمام كل هذه الضيقات لا ملجأ لشعب الله سوى الله ، والله مستعد.
كوني قرعاء : ( القرعاء : هي من فقدش شعرها وهو علامة علي شدة الحزن ) إسرائيل كأم تبكي مدنها كبنات قد متن وفقدن الحياة ، فتُعلن حزنها عليهن وعلى أبنائها الذين وُلدوا في عزٍ وها هم ينقادون إلى السبي.
هنا يتحدث ميخا عما سيحل كمن يرى حدوثه أثناء نبوته عنهم.
وسعي قرعتك كالنسر : فإن القرعاء تحل بالإنسان في رأسه فقط ، أما بالنسبة للنسر فتحل بكل جسمه. فإنه إذ يشيخ جداً يسقط ريش جناحيه من كل جسمه. إنه يهوذا يفقد ريشه حين يفقد شعبه التي بها اعتاد أن يطير نحو الفريسة ، إذ يهلك كل الرجال الأقوياء الذين بهم ينقَّض (يهوذا) على الآخرين.



شاركه على جوجل بلس

عن telecom engineer

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك