تفسير يونان من كتاب ارسلت الي الانبياء الجزء الثالث

الإصحاح الثالث( يونان في نينوي )


دعوة يونان للعمل (1-4) 

1 ثُمَّ صَارَ قَوْلُ الرَّبِّ إِلَى يُونَانَ ثَانِيَةً قَائِلاً: 2 قُمِ اذْهَبْ إِلَى نِينَوَى الْمَدِينَةِ الْعَظِيمَةِ ، وَنَادِ لَهَا الْمُنَادَاةَ الَّتِي أَنَا مُكَلِّمُكَ بِهَا. 3 فَقَامَ يُونَانُ وَذَهَبَ إِلَى نِينَوَى بِحَسَبِ قَوْلِ الرَّبِّ. أَمَّا نِينَوَى فَكَانَتْ مَدِينَةً عَظِيمَةً للهِ مَسِيرَةَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ. 4 فَابْتَدَأَ يُونَانُ يَدْخُلُ الْمَدِينَةَ مَسِيرَةَ يَوْمٍ وَاحِدٍ ، وَنَادَى وَقَالَ: بَعْدَ أَرْبَعِينَ يَوْمًا تَنْقَلِبُ نِينَوَى.

هذه إرسالية ثانية عاد بعدها يونان لوظيفته. كما حدث مع بطرس بعد إنكاره حين كرر له المسيح ثلاث مرات "إرع غنمي". وبعد أن ضيع يونان نقوده إذ دفع أجرة السفينة. وضَّيع الوقت وتعب وتألم. ها هو يعود لنقطة البداية. ولاحظ أن الله لم يجرح مشاعره بسبب هروبه ولم يجرح مشاعر بطرس وأعاده لدرجة الرعاية. وكما خرج يونان من بطن الحوت إلى الأمم (الوثنيين) هكذا قام المسيح من الموت وإنتشرت المسيحية بين كل الأمم.
نينوى المدينة العظيمة : هي عظيمة في بنائها وتعداد سكانها وقوتها ولكنها أصبحت عظيمة في توبتها. لذلك ستقوم يوم الدين وتدين هذا الجيل ، لأنها إستجابت لتحذير الله. والله دائماً يحذر قبل أن يضرب ، وطوبى لمن يستجيب للتحذير فهو ينجي نفسه من الضربات ويخلص. أما سدوم وعمورة فلم يستجيبوا لنداء لوط. والعالم لم يستجب لنوح ، وقايين لم يستجب لصوت الله المباشر له.
مدينة عظيمة لله : أي عظيمة أمام الله. هي مدينة عظيمة لله ، فللرب الأرض وملؤها (مز24: 1) لكن الشيطان اغتصبها ، ولكن الله مازال يتطلع إليها ، فالله له فيها 12 ربوة من البشر ، هو خلقهم ، إذاً هو يريدهم. وهو يعولهم ويشتاق رجوعهم إليه. وهكذا الإنسان خلقة الله العظيمة حتى إن إنحرف فالله يشتاق لتوبته ورجوعه إليه ليسكن فيه ويصير مدينة عظيمة ولاحظ أن الله يقدر نينوى ويحسبها مدينة عظيمة ، ويونان لا يقدرها.
إذاً علينا أن نسلم ولا نعترض على أحكام الله فاحص القلوب ، فكم من شخص ندينه لكنه في نظر الله يكون عظيماً.
مسيرة ثلاثة أيام : أي محيط المدينة يقطعه السائر في ثلاثة أيام
فابتدأ يونان يدخل المدينة مسيرة يوم واحد : أي دخل يونان إلى نينوى المدينة الأم مدينة الملك والعظماء والتي محيطها يمشيه السائر على قدميه في يومٍ واحد. هو دخل من أسوار المدينة العظيمة ووصل للمدينة الأم.
بعد أربعين يوماً تنقلب المدينة : لاحظ أن الطوفان نزل لمدة أربعين يوماً والمسيح جربه إبليس لمدة 40 يوماً. وأن أورشليم خربت بعد المسيح بـ40 سنة. وموسى وإيليا صاما 40 يوماً. فالأربعين هو رقم التجربة والإمتحان وبعده ننال مجداً أو عقاباً. هي فرصة يعطيها الله لنا وبعدها يقول "من يغلب يرث الحياة الأبدية" وقد جاهد السيد المسيح 40 يوماً وإنتصر على إبليس. وهكذا حصل موسى على الشريعة. ولكن من يهزمه إبليس يكون كأورشليم معرضًا نفسه لخراب شامل كالطوفان. ولذلك تفهم مدة الأربعين يومًا على أنها فترة حياتنا الزمنية التي فيها إن غلبنا نرث المجد. وهنا يعطي الله نينوى فرصة 40 يومًا فإن تابوا نجوا أنفسهم وإن رفضوا إنقلبت عليهم المدينة.

إيمان نينوي وتوبتها (5-9) :

5 فَآمَنَ أَهْلُ نِينَوَى بِاللهِ وَنَادَوْا بِصَوْمٍ وَلَبِسُوا مُسُوحًا مِنْ كَبِيرِهِمْ إِلَى صَغِيرِهِمْ. 6 وَبَلَغَ الأَمْرُ مَلِكَ نِينَوَى ، فَقَامَ عَنْ كُرْسِيِّهِ وَخَلَعَ رِدَاءَهُ عَنْهُ ، وَتَغَطَّى بِمِسْحٍ وَجَلَسَ عَلَى الرَّمَادِ. 7 وَنُودِيَ وَقِيلَ فِي نِينَوَى عَنْ أَمْرِ الْمَلِكِ وَعُظَمَائِهِ قَائِلاً : لاَ تَذُقِ النَّاسُ وَلاَ الْبَهَائِمُ وَلاَ الْبَقَرُ وَلاَ الْغَنَمُ شَيْئاً. لاَ تَرْعَ وَلاَ تَشْرَبْ مَاءً. 8 وَلْيَتَغَطَّ بِمُسُوحٍ النَّاسُ وَالْبَهَائِمُ ، وَيَصْرُخُوا إِلَى اللهِ بِشِدَّةٍ ، وَيَرْجِعُوا كُلُّ وَاحِدٍ عَنْ طَرِيقِهِ الرَّدِيئَةِ وَعَنِ الظُّلْمِ الَّذِي فِي أَيْدِيهِمْ ، 9 لَعَلَّ اللهَ يَعُودُ وَيَنْدَمُ وَيَرْجعُ عَنْ حُمُوِّ غَضَبِهِ فَلاَ نَهْلِكَ.

مسوحاً : هي قماش غليظ خشن منسوج من شعر الماعز أو وبر الجمال وكان لبس المسوح علامة للحزن. وهنا هو علامة حزن على الخطية ، أي علامة توبتهم. حقاً كانت توبة عظيمة. لقد آمنت نينوى أما إسرائيل فقاوموا غير مصدقين. هم قدموا توبة حقيقية عملية بصوم ومسوح وإشترك فيها الكل الكبار والصغار حتى البهائم. مع أن يونان لم يعط كلمة رجاء واحدة. ولم يكلمهم عن محبة الله وترفقه ولا عَلَّمهم شيئاً عن التوبة.
عظيمة توبة نينوى فالملك يتواضع ويقدم توبة وهكذا العظماء. وهناك تأمل فإن شبهنا نينوى بالإنسان فيكون الملك ممثلاً لإرادته والعظماء يشيروا لمواهبه وقدراته. والبهائم يشيروا للجسد بطاقاته العضلية والشهوانية. وحينما يتقدس كل هذا لحساب الله. يصير هذا الإنسان عظيمًا أمام الله.
فيها توبة سلبية ( تركهم للمظالم ). وتوبة إيجابية ( صاموا وصلوا ). ونينوى كانت مدينة مشهورة.
لاحظ توبة نينوى صاحبها رجاء في الرب. فلنقدم توبة مصحوبة برجاء.

تمتع نينوي بالرحمة (10) : 

10 فَلَمَّا رَأَى اللهُ أَعْمَالَهُمْ أَنَّهُمْ رَجَعُوا عَنْ طَرِيقِهِمِ الرَّدِيئَةِ ، نَدِمَ اللهُ عَلَى الشَّرِّ الَّذِي تَكَلَّمَ أَنْ يَصْنَعَهُ بِهِمْ ، فَلَمْ يَصْنَعْهُ.

ندم الله : هو تعبير بحسب مفهوم البشر لا يعني أن الله يغير رأيه ويندم ، بل أن الإنسان هو الذي يغير وضعه بالنسبة لله فيصير الحكم بالنسبة له مختلفاً. فعندما يعاند الإنسان يسقط تحت التأديب ، وإذ يرتد عن شره ويرجع إلى الله ، يجد الله فاتحاً أحضانه.

الإصحاح الرابع( يونان شرقي المدينة )


يونان في غمه (1-4) 

1 فَغَمَّ ذلِكَ يُونَانَ غَمًّا شَدِيداً ، فَإغْتَاظَ. 2 وَصَلَّى إِلَى الرَّبِّ وَقَالَ: آهِ يَا رَبُّ، أَلَيْسَ هذَا كَلاَمِي إِذْ كُنْتُ بَعْدُ فِي أَرْضِي ؟ لِذلِكَ بَادَرْتُ إِلَى الْهَرَبِ إِلَى تَرْشِيشَ ، لأَنِّي عَلِمْتُ أَنَّكَ إِلهٌ رَؤُوفٌ وَرَحِيمٌ بَطِيءُ الْغَضَبِ وَكَثِيرُ الرَّحْمَةِ وَنَادِمٌ عَلَى الشَّرِّ. 3 فَالآنَ يَا رَبُّ ، خُذْ نَفْسِي مِنِّي ، لأَنَّ مَوْتِي خَيْرٌ مِنْ حَيَاتِي. 4 فَقَالَ الرَّبُّ: هَلِ اغْتَظْتَ بِالصَّوَابِ؟

الله رحم نينوى ولم يهلكها فأغتم يونان غماً شديداً . فهو غار لكرامته لئلا يحسب نبياً كاذباً ، هو تنبأ بإنقلاب المدينة وها هي قد نجت. وربما هو غار على إسرائيل التي لم تقدم توبة شبيهة وليس أمامها فرصة للنجاة مثل نينوى. وصلى يونان هنا ولكن شتان الفرق بين صلاته هنا وصلاته وهو في جوف الحوت. فهو هنا برر نفسه في هروبه من الله أولاً حين أرسله ، بعد أن كان قد دان نفسه أولاً في بطن الحوت حين قال "الذين يراعون أباطيل كاذبة.." وهو هنا يلوم الله أنه رؤوف ورحيم وبطئ الغضب. مع أنه لو كان غير ذلك لكان قد أهلكه هو نفسه فوراً. وكانت صلاته الخاطئة يا رب خذ نفسي. ولو فعل الله لهلك يونان وخلصت نينوى ولكن الله الحنون لا يتركه لضيقة نفسه بل يدخل معه في حوار ويعطيه درساً باليقطينة حتى يتصالح معه.

يونان تحت اليقطينة (5-8)

5 وَخَرَجَ يُونَانُ مِنَ الْمَدِينَةِ وَجَلَسَ شَرْقِيَّ الْمَدِينَةِ ، وَصَنَعَ لِنَفْسِهِ هُنَاكَ مَظَلَّةً وَجَلَسَ تَحْتَهَا فِي الظِّلِّ ، حَتَّى يَرَى مَاذَا يَحْدُثُ فِي الْمَدِينَةِ. 6 فَأَعَدَّ الرَّبُّ الإِلهُ يَقْطِينَةً فَإرْتَفَعَتْ فَوْقَ يُونَانَ لِتَكُونَ ظِلاُ عَلَى رَأْسِهِ ، لِكَيْ يُخَلِّصَهُ مِنْ غَمِّهِ. فَفَرِحَ يُونَانُ مِنْ أَجْلِ الْيَقْطِينَةِ فَرَحاً عَظِيماً. 7 ثُمَّ أَعَدَّ اللهُ دُودَةً عِنْدَ طُلُوعِ الْفَجْرِ في الْغَدِ ، فَضَرَبَتِ الْيَقْطِينَةَ فَيَبِسَتْ. 8 وَحَدَثَ عِنْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ أَنَّ اللهَ أَعَدَّ رِيحاً شَرْقِيَّةً حَارَّةً ، فَضَرَبَتِ الشَّمْسُ عَلَى رَأْسِ يُونَانَ فَذَبُلَ. فَطَلَبَ لِنَفْسِهِ الْمَوْتَ ، وَقَالَ: مَوْتِي خَيْرٌ مِنْ حَيَاتِي.

اليقطينة : هي شجرة خروع وهي تنمو بسرعة وتجف بسرعة وورقها عريض. وهي نمت بسرعة وغطت المظلة التي صنعها يونان خارج نينوى منتظراً خرابها. ثم ضرب الله اليقطينة ففسدت وجفت. فحزن يونان على جفافها. وكان درس الله له : أنه حزن من أجل خراب يقطينة لم يصنعها هو ولا تعب فيها وهي ليست له ، أفلا يشفق الله على شعب هو خلقه ، وهو شعب له.
المعني الرمزي للـ  يقطينة : اليقطينة تمثل إسرائيل التي ظلت إلى حين من خلال الشريعة والنبوات ، تعهدها الله منذ خروجها من مصر فنمت وترعرعت مثل هذه اليقطينة ، وظللت. ولكن بسبب خطاياها وعبادتها للأوثان إنفصل الله عنها فأكلها الدود وفسدت وجفت ( كما لعن المسيح التينة فجفت، وكان هذا رمزاً لخراب إسرائيل ).  وفي نفس الوقت يخلص الأمم (نينوى). وهذا ما قاله بولس الرسول "بزلة اليهود صار الخلاص للأمم" (رو11:11، 12). وربما فهم يونان هذا المعنى الرمزي فاغتم غماً شديداً ، وبهذا فهو قد شابه الإبن الأكبر الذي إغتم لفرح أبيه برجوع الإبن الأصغر الضال "الذي كان ميتًا فعاش". 
وهنا يطلب يونان الموت ثانية موتى خير من حياتي. وقد تكون هذه بروح النبوة إذ يعبر عن لسان حال المسيح الذي إشتهى أن يموت هو ولا يهلك البشر. كما عبر بولس عن هذا الموضوع وقال "وددت أن أكون أنا نفسي محروماً من أجل أخوتي أنسبائي حسب الجسد" ( رو1:9-5 ). فيونان المملوء حباً لشعبه حينما فهم المعنى الرمزي لليقطينة إشتهى موته.
وقارن بين موقفين عندما فرح يونان من أجل اليقطينة فرحاً عظيماً.. و عندما ضرب تتضايق وطلب لنفسه الموت. وهذا خطأ نقع فيه جميعاً ، أن نفرح فرحاً شديداً بخيرات هذا العالم ، ونغتم غماً شديداً إذا خسرنا شيئاً في هذا العالم. عموماً هذه المشاعر المفرطة في الحزن والفرح هي للمبتدئين روحياً. ولنلاحظ أن المشاعر المفرطة (في الفرح) هي أساس المتاعب المفرطة (أي الغم). فهو فرح باليقطينة كعطية مادية تنقذه من الحر، ولم يفرح بمراحم الله نحو نينوى. إذاً علينا ألا نفرح بأي يقطينة عالمية (مال/مركز..) فلكل يقطينة دودة تأكلها. حقاً ليس في هذا العالم ما يفرحنا فرحاً شديداً جداً أو ما يحزننا حزناً شديداً جداً. فماذا يفرح المؤمن من ماديات هذا العالم أكثر من مجد السماء المعد له. وماذا يحزنه حقيقة أكثر من خطاياه التي سوف تحرمه من هذا المجد الأبدي.


حديث الله الختامي (9-11) 

9 فَقَالَ اللهُ لِيُونَانَ: « هَلِ اغْتَظْتَ بِالصَّوَابِ مِنْ أَجْلِ الْيَقْطِينَةِ؟ » فَقَالَ: إغْتَظْتُ بِالصَّوَابِ حَتَّى الْمَوْتِ. 10 فَقَالَ الرَّبُّ: «أَنْتَ شَفِقْتَ عَلَى الْيَقْطِينَةِ الَّتِي لَمْ تَتْعَبْ فِيهَا وَلاَ رَبَّيْتَهَا ، الَّتِي بِنْتَ لَيْلَةٍ كَانَتْ وَبِنْتَ لَيْلَةٍ هَلَكَتْ. 11 أَفَلاَ أَشْفَقُ أَنَا عَلَى نِينَوَى الْمَدِينَةِ الْعَظِيمَةِ الَّتِي يُوجَدُ فِيهَا أَكْثَرُ مِنِ اثْنَتَيْ عَشَرَةَ رِبْوَةً مِنَ النَّاسِ الَّذِينَ لاَ يَعْرِفُونَ يَمِينَهُمْ مِنْ شِمَالِهِمْ ، وَبَهَائِمُ كَثِيرَةٌ.

يونان بفكره اليهودي الضيق ظن أن الله هو إله إسرائيل وحدها. ولكن الله يعلن هنا أنه مسئول عن كل العالم. ورمزياً فيونان كان مكتفياً بإسرائيل ، ولم يقبل أن تجف ، ولا يقبل خلاص الأمم المتمثل في نجاة نينوى ، هو مكتفٍ بناموس إسرائيل وشريعتها. ولكن الله يفتح عينيه على المستقبل. ففي آية (5) نجد يونان يجلس شرقي المدينة ، قبل أن يشرح له الله رفض إسرائيل وقبول الأمم. والشرق يشير للمسيح شمس البر. فكأن الله يريد أن يقول له لا تكتفي بوضع إسرائيل الحالي ، بل أن المسيح سيأتي ليخلص العالم كله. بل خراب إسرائيل (الممثل في جفاف اليقطينة) ليس هو النهاية. بل هم سيقبلوا ضد المسيح ( الريح الشرقية المدمرة الحارقة ). وآلام يونان منها تشير لآلام المؤمنين على يد ضد المسيح.الربوة = 10000. إذاً إثنتي عشر ربوة = 120000.
لا يعرفون يمينهم من شمالهم : أي لا يميزون الشر من الخير. فقد يكون هذا عدد الأطفال. ويصبح عدد المدينة الكلي 600000. وقد يشير هذا لأن نينوى شعب وثني بلا ناموس يعرفهم الخير والشر.وبهائم كثيرة : الله خالق الكل يهتم بكل خليقته حتي البهائم ، فهو الذي يعطي فراخ الغربان طعامها (مز147 : 9). أما التفسير الرمزى والذي فيه يشير الـ 12 ربوة للقديسين الذين يعيشون حياة سماوية في الكنيسة ، يكون هؤلاء الـ بهائم كثيرة إشارة لمن لازالت شهوته تحكمه ، وهؤلاء كثيرون. فليست كل الكنيسة على هذه الدرجة من البساطة ، التي يمثلها الـ 12 ربوة.
شاركه على جوجل بلس

عن telecom engineer

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك