تفسير سفر يونان من كتاب ارسلت الي الانبياء الجزء الاول

سفــر يونــان النبــي


كلمة عن الكاتب :

- تنبأ يونان بن أمتاى في أيام يربعام الثاني ملك السامرة (2 مل25:14) وقد تنبأ أن الله يرد حدود السامرة إلى مدخل حماة شمالاً وإلى بحر العربة جنوباً وكان نبياً لإسرائيل ( مملكة الشمال ) حوالي سنة 825- 784ق.م. وعاصر عاموس النبي.
- ولد في مدينة جت حافر التي تقع في نصيب زبولون في منطقة الجليل .
- بعد ميلاد يونان بقليل مات والده ،وترك طفله الوحيد مع امراته ، التي هاجرت الي مدينة صرفة صيدا ، وتعرضت امه هي ووحيدها يونان لمشكله كبيره وهي مجاعه غطت بلادها وكل البلاد المحيطة بسبب النبي ايليا ظهر في مملكة السامرة وامر السماء ألا تمطر ، ولكن هذه الارملة الوثنية (لو4 : 26) تميزت بمحبتها لله الذي لا تعرفه ، و بعمل الرحمة للمحتاجين . ولعلها تأثرت بحياة زوجها امتاي اليهودي، فيقال ان يونان اب ارملة صرفة صيدا (1مل17 : 8-24).
- استمر يونان في نبواته مدة 41 عاما ، وبعد انتهاء نبواته اعتزل في احدي مدن الجليل حتي بلغ من العمر مائة عام ثم تنيح ، تعيد له الكنيسة في الخامس والعشرين من شهر توت صلاته تشملنا جميعا 
- كلمة يونان في العبرية تعني حمامة وتعني أيضاً متألم. وكلمة أمتاى تعني الحق. وبذلك يكون المعنى الرمزي للسفر أن المسيح المتألم ( الذي حل عليه الروح القدس مثل حمامة ليمسحه فيصير رئيس كهنة ليقدم نفسه ذبيحة ) والذي دفن في القبر ثلاثة أيام ، كبقاء يونان ثلاثة أيام في جوف الحوت. والمسيح هو الحق. ثم كان خروج يونان من جوف الحوت رمزاً لقيامة المسيح.

قصة السفر : 

يُظهر هذا السفر أن الله هو إله الجميع يهوداً وأمم ، يحب الجميع ويريد أن الجميع يتوبون فيخلصون. والكتاب المقدس مكتوب أساساً لليهود ، لذلك يركز على تعاملات الله مع الشعب اليهودي. 
إلا إننا ومن خلال الكتاب المقدس نلمح إهتمام الله وتعامله مع كل الشعوب ، وأنه لم يَقْصِرْ تعاملاته على اليهود فقط. وهذا نراه في إرسال يونان لشعب نينوى (عاصمة أشور).
بينما نجد اليهود يقاومون الأنبياء ويضطهدونهم إذ بأهل نينوى يقبلون كرازة يونان وتكررت هذه الصورة ، إذ رفض اليهود المسيح وقبله الأمم.
نينوى عاصمة مملكة أشور. وهي على نهر دجلة مكان مدينة الموصل حالياً. وكان أهلها أغنياء ويعبدون الإلهه عشتاروت. وسماها ناحوم النبي مدينة الدمار ملآنة كذباً وإختطافاً. عُرف ملوكها بالعنف الشديد. وكانت تسليتهم جذع أنوف الأسرى وقطع أيديهم وأذانهم وعرضهم للسخرية والهزء أمام الشعب. وقد دمر نبوبلاسر ملك بابل نينوى.
نرى الله في هذا السفر سيداً على كل الخليقة فهو:
[1] يرسل نوءاً عظيماً فى البحر ثم يوقفه حينما يريد.
[2] يعد حوتاً ليبتلع يونان ثم يلقيه حين يريد الله.
[3] ينبت يقطينة ثم يأمر دودة لتأكلها وتتلفها.
[4] يرسل ريحاً شرقية لتضرب يونان.
وقد تبدو هذه الأفعال إنها عنيفة ولكنها كانت لتحقق مصالحة الله مع الإنسان وتعلن محبة الله.
ولقد تاب يونان فعلاً وإستفاد من الدروس وهكذا تابت نينوى ولم يهلك شعبها. ربما كان الدواء مراً لكنه يؤتي بنتائج مبهرة.
وإذا بيونان يظهر ويعرفون منه قصة الحوت ونجاته. وينتشر الخبر ويصل إلى نينوى ، ثم يصل يونان إلى نينوى. وقد يكون هذا سر توبتهم العجيبة. حقاً كل الأمور تعمل معاً للخير للذين يحبون الله. لقد حول الله عناد وهرب يونان إلى سبب بركة لأهل نينوى وللبحارة الذين آمنوا. لقد أخرج الله من الجافي حلاوة.
عن إمكانية بقاء يونان ثلاثة أيام في جوف الحوت :
نقاد الكتاب المقدس يريدون حذف الآيتين "أعد الرب حوتًا عظيمًا ليبتلع يونان" و"أمر الرب الحوت فقذف يونان إلى البر". ولكن على هؤلاء أن يعرفوا أنهم لن يجنون فائدة من تحريف كلمة الله لتطابق معلوماتهم.
أ‌. أشار السيد المسيح لهذه القصة في ( مت39:12 -41 ).
ب‌. هناك أبحاث عن الحيتان ووجد أن هناك نوع يمكن أن ينطبق عليه هذه القصة. وفيه يكون الحوت ضخماً وبلا أسنان. وهو يسير في الماء فاتحاً فمه على مدى إتساعه. ثم يقفل فكيه ويضغط بلسانه على الماء خلال تجويف في فمه به ما يشبه الشبكة فيخرج الماء تاركاً الغذاء وراءه. ويبلغ طول هذا النوع (50 -95 قدم) وقد سد أحد حيتان هذا النوع قناة. وتجويفه الأنفي أبعاده تصل إلى ( 14×7×7 قدم ) وإذا إبتلع الحوت شيئاً ووجده كبيراً فإنه يقذفه إلى هذه الحجرة ، وإذا شعر أن شيئاً كبيراً في رأسه فإنه يسبح إلى أقرب شاطئ ويقذفه هناك. وقد أخرجوا صياداً من هذا التجويف بعد 48 ساعة من إبتلاع الحوت له. وكان حياً ، ولكنه في حالة إغماء من تأثير الصدمة ، وكان ذلك بعد أن إصطادوا الحوت بقنبلة ، وسمى هذا الشخص يونان القرن العشرين. وكان ذلك في القنال الإنجليزي.
الله يكشف لنا خطأ النبي ليكون لنا رجاء. فإذ قبل الله هذا النبي بعد أن هرب منه رافضاً تنفيذ ما أمره به ، فإن هذا يعطينا رجاء أن الله سيقبلنا إن قدمنا توبة. ولقد سطر النبي هذه القصة معترفاً بخطاياه. ولكن علينا أن لا نتمادى في إتهاماتنا له ، بل نذكر ثقل المهمة التي كلفه الله بها ، وهي أن يذهب ليكرز لشعب وثني وعدو.

السيد المسيح في السفر :

- قد لا توجد نبوة صريحة من فم يونان النبي عن المسيح في هذا السفر إلا أن :
‌1. صار يونان بنفسه نبوة عن عمل المسيح الفدائي أي موته وقيامته.
2. ‌إنذاره لنينوى بخرابها إن لم تتب كان نبوة، لكنها لتوبتها لم تهلك.
3. ‌ذهابه للأمم الوثنية ( نينوى ) كان نبوة عن قبول الأمم.
4. ‌نبوته في ( 2مل 25:14). كل هذا يجعل منه نبياً عظيماً.
5. هو من مدينة جت حافر في الجليل وهي تبعد مسافة ساعة سيراً على الأقدام عن الناصرة ، فهو جليلي كما كان المسيح من الجليل.

أقسام السفر:

1. الإصحاح الأول : يونان في البحر الثائر.
2. الإصحاح الثاني : يونان في جوف الحوت.
3. الإصحاح الثالث : يونان في نينوى.
شاركه على جوجل بلس

عن telecom engineer

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك