تفسير سفر هوشع من كتاب ارسلت الي الانبياء الجزء الاول

سفـــر هـوشـــع النبي


كلمة عن الكاتب : 

هوشع : كلمة عبرية تعنى يهوة يخلص ومنها جاءت يشوع أو يسوع ، وهو من أنبياء ما قبل السبى ، شاهد سبى اسرائيل أو سقوط السامرة بواسطة أشور.
- ولد في مملكة اسرائيل وهو من سبط يساكر.
- من الأنبياء الذين عاصروه عاموس – ميخا – أشعياء.
- بدأ نبوته فى أيام يربعام الثانى بن يوآش ملك اسرائيل.
- أروع سفر عن التوبة خاصة الإصحاح الأخير. 
- يفتح باب الرجاء لقبول عروسه الخائنة.
- مات وعمره 95 عاما عام 705 ق.م. 
- وتعيد الكنيسة بتذكار نياحته في السادس والعشرين من أمشير .

مفتاح السفر :

- غالبية نبوات هوشع عن اسرائيل ويسميها فى بعض الأحيان السامرة فالسامرة هى العاصمة ويسميها فى أحيان أخرى افرايم وهو أكبر أسباط اسرائيل وقائدهم للفساد.
- سبب إنحراف مملكة اسرائيل منذ نشأتها أن يربعام بن نباط  ملكهم الأول الذى شق المملكة قام  بثورة وإنقلاب على رحبعام بن سليمان فقد أقام هيكلين فى أراضى اسرائيل ووضع فيهم عجول ذهبية وطلب من شعبة العبادة فى هذه الهياكل وإعتبر أن هذه العجول هى بمثابة يهوة إله اسرائيل وقد فعل هذا لأنه خاف ان يذهب شعبه للعبادة فى أورشليم بحسب الناموس فينضموا لملك يهوذا ويثوروا ضده ، وهكذا كان الإنفصال بداية كل الشرور فلقد تبع عبادة هذه العجول الذهبية والإنفصال عن هيكل الله فى أورشليم دخول عبادة البعل الوثنية خصوصاً على يد آخاب ملك اسرائيل ولهذه الشرور غابت البركة عن مملكة اسرائيل .



الخلفية التاريخية للسفر :

فكر ملوك اسرائيل فى التحالف مع مصر ضد آشور وإعتبر هوشع هذا خطية كبيرة      لأن الحل ليس فى التحالف مع قوى عالمية كبيرة بل فى الإعتماد على الله ولكن الله له شروطه وهى ضرورة التوبة.
- قبل سقوط اسرائيل نهائياً فى يد آشور تعرضت لها غزوات من الآشوريين وأوقعت آشور على الإسرائليين الجزية. وهكذا ترى أن الله لا يأتى بضربة كبيرة إلا لو سبقتها إنذارات ، فلقد سبق سقوط السامرة زلزلة عظيمة (عا 1:1) وضربة جراد (يؤ 1: 2 ) ثم غزوات آشور البسيطة وفرض الجزية وأخيراً الضربة الكبيرة وهى السبى بعد تدمير السامرة نهائياً.
- آخر ملوك اسرائيل هوشع بن ايله ( غير هوشع كاتب السفر ) الذى أخضعه شلمناصر ملك آشور ووضعه تحت الجزية ، وإذ وجد فى خيانة لأنه إستغاث بملك مصر ولم يؤد الجزية فقبض عليه وحاصر السامرة 3 سنين ثم سبي اسرائيل.

سبب كتابة السفر:

 خطايا شعب اسرائيل والتى تتلخص فى أمرين هما :
1. السقوط فى عبادة البعل وعدم الإعتراف بسيادة الله عليهم.  
2. والإتكال على الذراع البشرى فتحالفوا مع فرعون مصر ليتخلصوا من آشور ، فصارت كأمة بلا ملك رفضت مشورة ملكها الحقيقى وإختارت لنفسها ملوكاً حسب أهوائها لا يسلكون بروح الله.  
 أما إسلوب هوشع فى معالجته موضوع سيادة الله على الشئون الدولية فهو : 
+ إعلانه عن سيادة الله على الحياة القومية فى اسرائيل فالرب هو الزوج والأب بالنسبة لشعبه أما الشعب هو الزوجة المتمردة والإبن العاق بالنسبة له ، وهى سيادة قائمة على علاقة حب ، علاقة إحسان ومراحم وعلاقة أمانة ورحمة .
 +دينونة الله تحتاج إلى سبب أما محبته لا تحتاج إلى ذلك لأنه أحبنا فضلاً .

هدف النبوة :

فضح الخطية وإعلان دينونة الله على شعب رفض الإصلاح وإن الخراب نتيجة طبيعية للخطية.
ظروف النبوة : 
يوضح حالة الإنحلال الخلقى والدينى التى جاءت بعد حكم يربعام الثانى ، ويتكلم عن عبادة الأوثان التى كانت تشتمل الزنا فى المعابد الوثنية ، وتحتوى النبوة وصف لحالة الركود الروحى التى إتسم بها الشعب فى كل فئاته حتى نسوا الرب الأمر الذى جعله يتحدث عن اسرائيل بكونها أرضا قائلاً لأن الأرض قد زنت.

سمات السفر :

الكشف عن علاقة الله بشعبه فإن كان اسرائيل قد صار كزوجة خائنة لكنه يطلبها ليقدمها عروساً له.
حدد العريس السماوى مرض عروسه فى :
1- عدم المعرفة : قد هلك شعبى من عدم المعرفة ، السفر فى جوهره هو دعوة للتوبة والرجوع الى الله لننعم بالحياة مع الله وأيضاً لكى نتعرف على الله ونعرف أن معرفته أفضل من تقديم المحرقات.
2- إرتباطها بالأرض : من خلال عبادة البعل فإنحنت بكل طاقتها نحو شهوات الجسد ومحبة الأرضيات فصارت هى نفسها أرضاً لذا يدعوها بالأرض عوض اسرائيل لأن الأرض قد زنت فصارت أرضاً لا سماء.
3- فقدانها الشبع : إنهم يأكلون ولا يشبعون ويزنون ولا يكثرون. يزرعون الريح ويحصدون الزوبعة ، أصلهم قد جف لا يصنعون ثمراً.
4- عدم التمييز : وعدم الحكمة صارت كبقرة جامحة وحمامة رعناء. يتحدث عن رؤساء يهوذا صاروا كناقلى التخوم لا يميزوا بين تخوم الله وتخوم إبليس. 
5- اللامبالاه : تنطلق من ضعف الى ضعف تسمع صوت الله ولا تستجيب.
6- الكبرياء : قد أذلت عظمة اسرائيل فى وجهة عوض الخضوع لله بالطاعة إختارت مصيرها بفكرها الذاتى فإلتجأت الى آخرين غير عريسها الشافى. 
7- تقابل غيرة الله نحوها بجفاف : أعلن الله حبه لعروسه فقبلها وهى زانية ليقدسها من جديد أما هى فقابلت غيرته بجفاف شديد فلا تطلبه هو بل عطاياه.
8- أدار وجهه عن الله : فيرى الله فى شعبه المحبوب لديه كأنه كرم عنب وسط برية قاحلة وتينه وسط أشجار العالم غير المثمر. لكن هذا الشعب قدم نفسه لبعل فغور أى سيد الفجور لذا يهدد الرب تتحطم الكرمة والتين (الشعب).

موضع السفر فى الكتاب المقدس :

يوضع السفر فى مقدمة المجموعة لأنه : 
- أطول سفر فى المجموعة.
- أكملها من الناحية اللاهوتية فهو يتضمن الموضوعات النبوية العظيمة المتعلقة بالعهد والدينونة والرجاء.

السيد المسيح فى سفر هوشع :

- قيامة السيد المسيح ( هو 7 : 2 ) يحينا بعد يومين فى اليوم الثالث يقيمنا فنحيا معه.
- زيارة السيد المسيح لمصر ( هو 11 : 1 ) لما كان اسرائيل غلاماً أحببته ومن مصر دعوت إبنى وقد إستشهد متى بهذا النص فى (مت 2 :15).

أقسام السفر :

1. الإصحاحات (3 - 1  ) : حال اسرائيل.
2. الإصحاحات (10 – 4  ) : الرب يحاجج شعبه. 
3. الإصحاحات ( 13 – 11 ) : التأديب مع أشراقة الخلاص.
4. الإصحاح ( 14 ) : ثمار التوبة.

شاركه على جوجل بلس

عن telecom engineer

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك