إن كان السيد المسيح قد جاء ليخلص الناس من الخطية ، فأين هذا الخلاص ، بينما الناس مازالوا يخطئون ؟! وهل السيد المسيح علي الصليب ، قدم نفسه ذبيحة كفارة عن الخطية الجدية ، أم عن كل الخطايا ؟

إن كان السيد المسيح قد جاء ليخلص الناس من الخطية ، فأين هذا الخلاص ، بينما الناس مازالوا يخطئون ؟!


هناك فرق بين الخلاص من عقوبة الخطية ، و الخلاص من فعل الخطية . فالخلاص من عقوبة الخطية تممه المسيح بدفع ثمن الخطية .
حمل خطايانا ، و مات عنا علي الصليب ، فداء لنا ... و كما تنباً عنه إشعياء النبي قائلاً : " كُلُّنَا كَغَنَمٍ ضَلَلْنَا. مِلْنَا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى طَرِيقِهِ، وَالرَّبُّ وَضَعَ عَلَيْهِ إِثْمَ جَمِيعِنَا "
 ( إش 53 : 6 ) . و ما دامت " لأَنَّ أُجْرَةَ الْخَطِيَّةِ هِيَ مَوْتٌ " ( رو 6 : 23 )
 " وَبِدُونِ سَفْكِ دَمٍ لاَ تَحْصُلُ مَغْفِرَةٌ " ( عب 9 : 22 ) . لذلك هو سفك دمه من أجلنا علي الصليب ، و مات نيابة عنا .
" لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ " ( يو 3 : 16 )
و هكذا تم الخلاص من عقوبة الخطية ، لكل من يؤمن بفداء المسيح له .
أما عن الخلاص من فعل الخطية ، فقد قدم المسيح إمكانيات لذلك .
أعطانا تجديداً في الطبيعة ، وقدرة علي الانتصار في الحرب ضد الخطية . أعطانا النعمة العاملة فينا ، وحينما تكثر الخطية ، تزداد النعمة جداً ( رو 5 : 20 ) .
و أعطاناً أيضاً سكني الروح القدس فينا ، فصرنا هياكل للروح القدس
 ( 1 كو 3 :16) . و ننال قوة من الروح القدس ( أع 1 : 8 ) . و هو يبكتنا علي الخطية ( يو 16 : 8 ) و يقودنا في الحياة الروحية ( رو 8 : 14 ) . مع سائر بركات العهد الجديد ...
و مع كل تلك الإمكانيات ، تركنا علي حريتنا في استخدامها أم لا ...
ذلك لأن نعمة الإمكانيات الروحية ، لا يجوز أن تلغي نعمة الحرية .
ليس منطقياً أن نعمة تلغي نعمة أخري ...
أما متي يخلص الناس نهائياً من الخطية ؟ فذلك في الأبدية .
أما الحياة علي الأرض ، فهي فترة لإختبار إرادتنا . و هي فترة جهاد ضد الخطية ، و ضد الشيطان و أعوانه ( أف 6 : 10 – 18 ) . و طوبى للغالبين . فقد وعد الرب بوعود عظيمة جداً لكل من يغلب ( رؤ 2 ، 3 ) . و وبخ الرسول من يتكاسلون في جهادهم قائلاً " لَمْ تُقَاوِمُوا بَعْدُ حَتَّى الدَّمِ مُجَاهِدِينَ ضِدَّ الْخَطِيَّةِ " ( عب 12 : 4 ).

 هل السيد المسيح علي الصليب ، قدم نفسه ذبيحة كفارة عن الخطية الجدية ، أم عن كل الخطايا ؟

السيد المسيح قدم نفسه كفارة عن خطايا العالم كله . كما قال معلمنا القديس يوحنا الرسول "  وَإِنْ أَخْطَأَ أَحَدٌ فَلَنَا شَفِيعٌ عِنْدَ الآبِ، يَسُوعُ الْمَسِيحُ الْبَارُّ وَهُوَ كَفَّارَةٌ لِخَطَايَانَا. لَيْسَ لِخَطَايَانَا فَقَطْ، بَلْ لِخَطَايَا كُلِّ الْعَالَمِ أَيْضًا " ( 1 يو 2 : 1 ، 2 ).
إنه كفارة عن الخطية الجدية التي ارتكبها أبوانا الأولان .و هو كفارة عن خطايا جميع الناس في جميع العصور إلى اَخر الدهور .
و نحن ننال بركة الكفارة عن الخطية الجدية في سر المعمودية ،و بركة الكفارة عن خطايانا الفعلية في سر التوبة .
و يكون حساب كل هذه الخطايا في دم المسيح ، الذي يغفرها و يمحوها ، كما قال الوحي الإلهي في سفر أشعياء النبي " كُلُّنَا كَغَنَمٍ ضَلَلْنَا. مِلْنَا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى طَرِيقِهِ، وَالرَّبُّ وَضَعَ عَلَيْهِ إِثْمَ جَمِيعِنَا " ( أش 53 : 6 ).
فإذا آمن شخص ،و تعمد و هو كبير السن ، تغفر له في المعمودية الخطية الجدية ، و كل الخطايا الفعلية السابقة للمعمودية ، بشرط التوبة . وهكذا قال القديس بطرس الرسول في يوم الخمسين ، لليهود الذين آمنوا : " تُوبُوا وَلْيَعْتَمِدْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ عَلَى اسْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ لِغُفْرَانِ الْخَطَايَا (أع 2 : 38 ) ... أما الخطايا التي يرتكبها الإنسان بعد المعمودية فتغفر في سر التوبة.

شاركه على جوجل بلس

عن telecom engineer

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك